قصص

قصة الزاحف

قصة الزاحف قالوا لي عشان تخلفي، لازم تزوري الشيخ “مكاوي”، ده شيخ ليه كرامات، بمجرد ما يعملك زار
مشكلتك هتتحل، أكيد حد عاملك عمل مانع الحمل والخلفة، والوحيد اللي هيساعدك هو الشيخ” مكاوي”..
كنت بسمع الكلام ده كتير لما حملي اتأخر، فات ٣ سنين من يوم جوازي ومحصلش حمل، لفيت كتير على كل الدكاترة وكانت النتايج سلبيه ومحبطة، وبرغم ايماني ان ده قدر ونصيب،الا ان احساسي بالأمومة طاغي عليا ومسببلي صراع نفسي رهيب بالإضافة لكلام الناس اللي حواليا عن اني لازم الجأ للشيخ ده، او للسكة دي..
جوزي كان ميعرفش حاجة وكنت مخبية عليه كلام معارفي او صحاب ماما اللي كانوا برضو بينصحوها اني اروح للشيخ ده واعمل زار..
لكني في الآخر وافقت لان ده آخر حل قدامي، حتى لو كان خارج معتقدي، لكن النفس ليها هوى وسلطان بالاحساس بالأمومة..
قدرنا نوصل لرقم خاص بالشيخ واخدنا ميعاد، واستعديت للسفر لكفر الشيخ المكان اللي فيه الشيخ مكاوي، وللاسف اضطريت اكدب ع اسماعيل زوجي واقوله اني هبات عند ماما وهنروح تاني يوم لاختي عشان تعبانة شوية، ووافق وروحت اليوم ده ابات عند ماما…
مكنش جايلي نوم، ما بين قلق من الخطوة والقرار اللي اخدتهم وما بين تأنيب ضميري اني كدبت ع اسماعيل لان دي اول مرة اعملها وهو ما يستحقش كده…
كنت واقفة في البلكونة وبفكر وعمالة اعيط وابكي، مع مرور الوقت تعبت وصدعت، فقررت ادخل اريح ساعتين قبل السفر، ويادوب بلتفت عشان ادخل من البلكونة، لقيت واحد واقف في البلكونة اللي جمبي، وعمارتنا البلكونات الى حد ما قريبة من بعض، مكنش باصص ناحيتي وكان بيربط حبل الغسيل الأقرب ليه، وفي لحظة شب، او بحركة بسيطة فرد جسمه عشان يوصل لأبعد حبل، عشان جسمه معظمه يبان وكان كفيل اني افصل اصرخ لحد ما كل الجيران كانوا عندنا في الشقة، وبيحاولوا يهدوني مع امي واخويا الصغير وانا منهارة من المنظر اللي شفته، ولما بدأت اهدى حكيت لهم، اني شفت واحد بيربط الاحبال في الشقة اللي جمبنا، ولما فرد جسمه كان ليه ديل كبير جدا ومليان شعر بشع…
فهد حسن
الناس بعد ما سمعوا كلامي بدأوا يمشوا وقالوا لماما بنتك اعصابها تعبانة، وبعد ما مشيوا ماما قالت لي:
مالك يا أصالة؟!..
ياحبيبتي الشقة اللي جمبنا الناس اللي فيها عزلوا من شهر يابنتي، انتي كان بقالك فترة مبتجيش، مفيش حد ساكن فيها حاليا، الشقة فاضية..
كان كلام ماما ليا صدمة كبيرة جدا!! وساب جوايا تساؤول، وعلانة استفهام؟..
حاولت اشغل نفسي،وبدأت احضر هدوم للسفر، بعدها جهزت فطار،ونزلنا للموقف عشان نركب لكفر الشيخ…
العربية اتحركت، وبعد حوالي ساعة في الطريق الزراعي،السواق كان معاه مكالمة، وبعد ما خلصها وقف على جمب وقال:
آسف يا حضرات، بس فيه لجنة قدام وانا رخصتي منتهية،شوية وهنتحرك عشان زميلي قالي انهم مش مطولين، اللي عايز ينزل يشرب سيجارة او يشتري حاجة في كشك صغير ورا الترعة الصغيرة دي…
ادينا اتعطلنا، بس لسه فيه وقت كبير ع ميعاد الشيخ،ونزلت اجيب لماما عصير ومناديل، وكان فيه كذا حد بجانب العربية بشربوا سجاير، واللي بيفرد جسمه من قعدة العربية، وانا مشيت لحد جسر صغير من الخشب وعبرت الترعة عشان اروح للكشك، لكن ملقتش حاجة، فمشيت شوية كمان لان كان فيه بيوت فقولت يمكن الكشك وراهم، وعديت البيوت فلقيت الكشك فعلا بس للاسف كان مقفول، يمكن لان الوقت بدري، ودي بلد ارياف صغيرة، ولفيت عشان ارج لقيت واحد واقف وباصص لي!! مكنش قريب، كان على مسافة يمكن ١٠ متر مش بعيد ومش قريب، خوفت ووقفت مكاني، هو كان ثابت مبيتحركش، شايفاه كويس لكن مش قادرة احدد ملامحه، فكرت اصرخ، بس هو معمليش حاحة وبعيد عني اصلا، وبعدين مهو ممكن يكون شخص واقف لأي غرض، قولت في نفسي: انا اعصابي مدمرة، لازم اكون اهدى من كده، وخدت قرار واتحركت للرجوع للعربية، بدأت امشي في اتجاهه، ولقيت هو هو الشخص اللي كان في البلكونة؟!!! وقفت بعد ما شوفته مقدرتش اتحرك، المرة دي كان جسمه يسبه اجسام الزواحف، ليه جلد يشبه التعبان “الثعبان” لكنه يشبه جلود البشر او لون البشر وطبيعتهم، مكنش زي امبارح خالص، ملامح وشه هي هي وده اللي خلاني اتعرف عليه،لكن طبيعته الجسدية مختلفة، ومخيفة،وترعب!!!..
فهد حسن
فضلت انهج، وابلع ريقي الناشف، في محالة لاعادة نفسي والسيطرة ع خوفي، فجأة لونه بدأ يتغير!! زي الزواحف ما بتغير جلدها!! واتحول جلدة بالكامل للون الاسود اللي بيلمع، وراسه بقت زي التعبان لكنها بملامح بشريه!!.. بعدها لف وعدى الجسر اللي بيقطع الترعة، ولما لف شفت الديل!!!!..،هو هو اللي شفته بليل وده اكدلي انه هو!! كنت واقفه وحاسه اني مغيبة او بحلم، حاسة اني مش في الدنيا بس عايشة وشايفة كل حاجة..
كان هو عدى الجسر واختفى!! وانا محستش بنفسي غير اني بجري في اتجاه الجسر اللي اول ما وصلتله لقيته انهار ووقع داخل الترعة!!! فضلت اصرخ واشاور للناس اللي عند العربية، ومفيش حد سامعني ولا شايفني مع ان المسافة قريبة جدا والجو هادي واقل صوت بيسمع وليه صدى!!!..
فجأة الناس ركبت العربية والسواق اتحرك وسابوني ومشيوا!!
مسكت تليفوني اتصل بماما، ازاي سايتني ومشيت؟..
لقيته فصل شحن ومش راضي يفتح!!!.، الجو فجأة غيم، والسحاب غطى السما، وسمعت صوت اصوات فحيح تعابين!!!..
لفيت ببطئ، وانا باخد نفسي بصعوبة، ولقيت نسخ من نفس شكل الراجل بعد ما اتحول جايين عليا!! لكن كانوا بيزحفوا!!
كانوا بأحجام مختلفة، لكن كلهم نفس الهيئة والشكل واللون وبيصدروا صوت فحيح مع صراخ!! كان غريب وقوي لدرجة اني حطيت ايدي ع ودني اسدها من بشاعة الصوت وقوته، وفي الوقت ده كانوا خلاص قربوا مني، فلفيت بسرعة ونطيت في الترعة وصرخت، اااااااااه…
فهد حسن
_ مالك، اصحي يا أصالة مالك ياحبيتي؟ وايه الدم اللي نازل من مناخيرك وودنك ده، اقف يااسطى بسرعة..
كنت بحلم!! ده اللي قولته جوايا اول ما سمعت كلام ماما ولقيت نفسي بصرخ، وفتحت عيني لقيتني لسه داخل العربية اللي وقفت بعد كلام ماما للسواق، وبدأت الناس تحاول تهديني وماما تمسحلي الدم اللي نازل من ودني ومناخيري في وسط تحليلات من الناس واراء كتير جدا ما بين سبوها ترتاح ونكمل، او نستنى شوية وناخد ريست تكون هي اصبحت في حال افضل، وكانوا اخدوا قرار بالراحة ع الطريق شوية…
كانوا نفس الناس اللي في الحلم!! واتحركوا بنفس الطريقة ونزلوا من العربية ووقفوا عشان يشربوا سجاير، نفس الشوش ونفس الناس ونفس الكلام مع اختلاف بسيط عن سبب التوقف..
فهد حسن
نفس المكان، نفس الترعة ونفس الجسر!!..
سألت ماما عن اللي حصل فقالت:
اول ما ركبنا العربية، وقبل ما يجي اي ركاب، انتي سندتي راسك ع كتفي ونمتي، وسيبت تنامي محبتش اقلقك، نمتي ساعة وفجأة لقيتك بتترعش، وبعدها صرختي والدم ع مناخيرك وودنك، خوفت عليكي وصحيتك…
سندت بايدي ع كتف ماما وقومت نزلت من العربية ومكنتش قادرة اقف لكني حاولت عشان ابين اني كويسة واقدر اتأكد من المشهد خارج العربية…
مشيت لحد الجسر واتوقف عنده لحظات وانا بتابع وبفتكر كل مشاهد الحلم، كانت كل حاجة زي ما شوفتها من غير اي تغيير، نفس المكان ونفس البيوت..
خوفت ورجعت للعربية بسرعة وانا بقول اني كويسة وياريت نتحرك…
في ثواني كان الركاب ركبوا والسواق اتحرك وقولت لماما:
انا خايفة، انا مش عايزة اروح للراجل ده، انا عايزة ارجع البيت تاني، ارجوكي يا ماما اول ما نوصل ناخد اي عربية راجعة القاهرة تاني، ارجوكي.. وحكيت لها اللي شوفته كله..
سندت راسي على كتفها طول الطريق، او اللي اتبقى منه لان بعد نص ساعة كنا وصلنا لموقف السرفيس التابع لكفر الشيخ، واول ما وصلنا ماما ما رفضتش طلبي ونزلنا من العربية ركبنا غيرها راجعة القاهرة، وماروحناش للشيخ…
فهد حسن
كنت حاسة براحة اني راجعة والخوف اللي جوايا بدأ يهدى ويقل، كان فيه سكينة وراحة نفسية بدأت تسكن جوايا، وسيطرت عليا اول ما وصلنا القاهرة ورجعت البيت عند ماما، وبدون اي كلام دخلت الاوضة ورميت نفسي ع السرير ونمت..
صحيت ع صوت تليفوني كان عامل منبه!! معرفش ازاي لكني صحيت، والغريب اني ملقتش غير رنة واحدة بس من اسماعيل!!.
خرجت من الأوضة لقيت ماما قاعدة ومعاها “ام سامح جارتنا” وراجل غريب!!!..
لما شافني لف وشه عني، وانا جريت ورجعت اوضتي وورايا ماما بتقولي:
ام سامح جابتلك الشيخ لحد هنا، وهو عايز يساعدك لما حكيت له اللي انتي شوفتيه ومحتاج يسمع منك اكتر..
كنت مستائه جدا من اللي ماما عملته، وانها دلوقتي بتجربني اني اكمل غصب عني، بس مقدرتش ارفض، الراجل فعلا قاعد بره… وسألتها عن اسماعيل قالت:
اتصل عليا سألني عليكي قولتله انك نايمة وكنتي مشغولة طول اليوم في مساعدة اختك…
ظبطت نفسي وخرجت تاني وكانوا قاعدين في انتظاري، قعدت وبدأ الراجل يتكلم:
متخافيش يا مدام، احنا مش دجالين، ومبنغيرش القدر، احنا بس بنقدر نشوف حاجات مش كل البشر الاعتيادية تقدر تشوفها، ولو فيه اذى بنحاول نكون رادع ليه، ونرده من حيث جاء…
فهد حسن
كان لابس عباية بيضاء وعمامة خضرا وفيه فص اكثر خضارا من لون العمامة بيلمع دقنه سودا بيخالطها الشيب، في الستين من عمره لكنه في مظهر الاربعين، بشوش وبيتكلم بطريقه كويسه مطمئنة وقال كلامه من غير ما يرفع عنيه ويبص ناحيتي..
ده كون جوايا راحة وطمأنينة وجعلني اهدى من الزعر اللي جوايا واحكي…
فهد حسن
بعد ما سمع كل الحكاية، سألني:
مين كان بيسكن الشقة اللي جمبكوا قبل خطوبتك؟
_واحدة اسمها “صباح” كانت ام لبنتين وولد.. وكانوا قريبين مننا جدا، وعزلوا بعد جوازي بسنة اعتقد، راحوا الشروق..
كان فيه اي ظهور او رؤيات لاشياء غريبة، او حصل حاجة في فترة الخطوبة والجواز؟!..
_ مكنش فيه مشاكل، اختلافات بسيطة، انا حتى اتخطبت ٦ شهور بس وبعدها اتجوزت، كانت الامور طبيعية جدا، لكن انا دخلت بعد جوازي بشهر تقريبا، يوم الفرح اسماعيل تعب، ودخل المستشفى بحمى وفضل هناك ٣ اسابيع، او ذيادة..
ودي تقريبا اكبر مشكلة حصلت بينا، بعدها كان الموضوع عادي وحياتنا مستقرة، والمشاكل قليلة، حتى هو مش بيضايق من عدم الخلفة، ودايما بيراضيني لما بفضل اعيط ويواسيني..
فهد حسن
خلصت كلامي وبدأ الراجل ده او الشيخ مكاوي يخرج بعد الحاجات من شنطته، كانت احجار بألوان مختلفة وورق وحبر احمر واعشاب شكلها غريب… وشئ من معدن يشبه الاناء اللي كانوا بيغسلوا فيه ايديهم في الافلام القديمة، ووضعوا في متوسط القاعدة ورمى جواه الاعشاب، وبدأ يخطط ع الورق بالحبر، مرة بآيات ومرة برسم ومرة بعبارات مقدرتش افسرها..
ورماهم ع الاعشاب، وولع فيه النار واداني خاتم مكتوب عليه اسم “الله القهار” وقالي: لفي حول الاناء ده سبعة، ومتتلفتيش نهائى عن النار، وجههي نظرك ليها وقوليلي شفتي ايه؟ في كل لفة…
لفيت اول لفة وكانت البداية من عنده، ولما وصلتله قولتله ما شوفتش حاجة..
التانية: شوفت صباح جارتنا واقفة ومعاها عروسة ورق
التالتة:بناتها في ايدهم حنة، او حاجة بلون الدم
الرابعة:ابنها قاعد حزين ولابس بدلة عريس
الخامسة: بناتها عرايس، بفساتين بيضاء ومفيش معازيم ولا عرسان وهي معاهم وكلهم بيبكوا وبيعيطوا..
السادسة: اسماعيل في المستشفى
السابعة: انا في البيت نايمة واسماعيل جمبي، وواحد نايم وسطنا!!!!..
فهد احسن
قولتله ده وانا خايفة جدا وخصوصا في اخر مرة، كان هو هو نفس الشخص اللي شفته في البلكونة والحلم، بس المرة دي كانت ملامحه ملاح ابن صباح جارتنا…
ابتسم وقالي: بسيطة، الست دي كانت عملالك مشكلة، وكانت بداري وبتقدر تخليكوا متشكوش فيها، ممكن تكون كانت عايزاكي لابنها، وممكن تكون غيرانة منك لسبب ما، ممكن عشان بناتها اكبر منك ومتجوزش، فيه ناس مريضة كتير، بتحب الشر وبترفض الايمان بالقدر والعياذ بالله..
الخاتم ده متقلعوش نهائي، ده حافظ ليكي بأسم الله القهار..
وده خاتم تاني لزوجك بأسم الله الحافظ، اديهوله هدية، نظرا لتغيبك عنه..
كتب ع ورقة بعدها:
من البشر من عاهد الشر قلبا وقالبا،ومضى معه في طريق مظلم ليس له آخر، ومن البشر اخرين لم يؤذوا احدا، بل اصابهم الشر دون علم، بإسم الله الواحد الأحد القهار الحافظ، رد الشر لاهله، ورد الخير لاهله..
ورماها داخل النار
كتب من الورقة دي ٧ بنفس الصيغة ورماهم واحدة ورا التانية داخل النار…
قالي: كانت علاقتك الزوجية طبيعية؟!..
فجاوبته ب لا، كانت ع فترات بعيدة جدا، واحيانا شهور بنبقى بعيد عن بعض…
طلب مني الف لفه كمان حوالين النار، ولما بدأت ورجعت لعنده في دايرة كاملة حول الاناء، شفت “صباح وولادها” بيصرخوا، وكان صوتهم في ودني كأنهم قدامي فعلا، كانت صيخاتهم وصراخهم غير محدودين طالبين التوبة والعفو من الله..
فهد حسن
ارتجفت واترعشت وعنيا دمعت، وبلغته باللي شوفته فقال:
زي ما قولتلك، احنا بنردع الشر عن شره، لكن مبنغيرش القدر، متبعديش عن طريق الخير، ادعي الله وخدي بالاسباب، لعل ده الخير في عدم انجابك، اما الشر فرجع مكانه بقوة الله دون غيره..
متشليش الخاتم من ايدك الا في الحمام قبل دخولك انتى وزوجك، ومتيأسيش من رحمه ربنا، ووانتي بتدعي، ادعي بإسم الله الوهاب، كان سيدنا زكريا يدعوا الله بإسمه الوهاب، فوهبه يحيي…
لم حاجته واحنا كلمنا ساكتين، مكنش فيه كلام نقدر نقوله او نعبر بيه عن اللي جوانا، وسابنا ومشي وهو مبتسم…
رجعت تاني يوم شقتي، وفضلت لفترة كبيرة حياتي بتتحسن، وشغف اسماعيل ناحيتي زاد ومبقاش فيه بعد خالص..
اما موضوع الخلفة فأكيد ليه وقت، لسه مجاش، وكله بأمر الله..
تمت
الزاحف
#فهد_حسن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى